الفصَل الاُول || الامِيرة كَاجّويا ~

 

 

الفصِل الاول ~ .

 

 

[ اللقاء الاول ]

 

 

ابتسمت بُـ وهن ؛ تنهِيدة هرّبت مِن شفتِيها .

غَارقة فِي حلمها ..

غَارقة فِي ظلالهَا البَائسة ..

ندهت باسمه بضعف ؛ ندهِت اسم وهمِي ..

كِل شِيء سخِيف أكثر ممَا تعتقد , أمنية امتلاكها حلم حتَى سخيفة أكثر .

أن تكون جمِيلة هذَا سخف أيضاً .

هِي ولدت هكذَا .. أن تكون لا شِيء ؛ لا تملك سوى الوهن .

سئمت ومرضت أكثر .

سئمت من أن تتمنى .

مرضت من نفسهَا ؛ وسئمت مجدداً من كِل هذا .

مرضت حِين تراكم علِيها كَل شيء .

وامنِياتها لا تحقق .

امنياتها لن تفعل شيء لتتحقق .. امنِياتها كَاذبة مخادعة ماهرة .

تتمنى دائماً بأن يكون هنَاك شخص .. شخص ألطف من العالم !

هِي ؛ كفقاعة الصَابون .. تنفجر حِين ينبغي علِيها ذَلك ~

وكطبشورة قديمة .. هي منسية ~

تمسكت بمعطفهَا .. الجُو بارد ولكنه قلبها اكثر برودة.

وقلبهَا البارد لن ينطلي عليه خدعة الدفء والحِب .

بارداً .. بطرِيقة مؤلمة !

هِي تحب .. جنون الربِيع الغرِيب !

وتحب .. الخريف المسن الذِي يرمي اوراقه ببجاحه ناسياً إياها .

فِي قلبها فصلان زائدان سرمدِيان ..فصولها الغريبة أكثر جنوناً ممَا تتوقع ..

عدا الاربعة .. هناك فصِل الوحِدة .. وفصِل الغربة ..

:” أجوما ابتعدِي قليلاً .. هذا المقهى لشباب فقط !” بصق فِي الارض بغضب .

نظِرت إليه ؛ ومع عِينان فارغتان .. ضحكت بسخِف ..

:”لِمَا لا تبتعد أنت ؟ لقد قلتها شباب وانا شابة يافعة افضل منِك!”  بصقت فِي الارض كمَا فعِل .

هِي لِيست ضعيفة .. ولِيست قوية ..هِي فقط تتحجج بالقوة لتقُوِي قلبهَا ~

:” أه اجوما رجاءً لا تكذبِ على نفسِك فهذَا يؤلمني تعلمين صحيح ؟” هتف ماسكاً بقلبه بدرامية مزيفة .

بِينما زملائه ؛ سخروا فقط .

هِي ؛ ضحكت بسخِف :” واه ! مدهِش ! ياه هذا ممتع !”

حملق بحيرة ثم ضحك بقوة :” مغفلة ” همِس بذَلك .

:” أنت فقط ممتع بالتقزز .. هاه ؟ أليس لديك شِيئاً تفعله ؟ انا عمرِي اثنان وعشرون عاماً لست اجوما ..

أذن انت المغفل الوحِيد هنا !” اقتربت وهِي ترسم ابتسامتها الوقحة .

:” انها قبيحة جداً لتكون فِي هذا العمر اليافع !” همست فتاة من بينهم .

مما جعلها تطلق عينا ليزر .

حسناً هِي قد ضجرت مسبقاً .. كونهَا قبيحة .. كونها أكثر من عادِية .. ماذا علِيها أن تفعل ؟

فِي مراهقتها لقد عَانت كثِيراً ؛ لقد كانت تصبغ شعرها .. وتفعل الحمية الغذائية كمَا يجب ..

وتضع مستحضرات التجميل .. لكن لا فائدة !

كمَا لو أن العالم قِرر جعلهَا سيئة الحِظ ..

:” قد لا أكون جميلة .. قد لا أكون لطِيفة .. قد لا أكون ممِيزة .. هذَا لا يهم !”

هتفت بغضب وهي تتقدم ..

أردفت بعدها بنبرة بَاردة :” فِي داخلِي فقِط شخص مختِلف .. أكثر تمِيزاً منِكم ..

لا أحتاج حتى رأيكم .. فقط أغلقوا السنتكم حسناً ؟” ..

نظِرت بغضب .. ثم خرِجت .. حَاولت أن تبتعد .. أن تكون بعِيدة قِدر المستطَاع ~

عِينَا القَمر ترعَاها وهِي تسِير .. كَانت محبطة .

هِي لن تبكِي .. هِي أكثر قُوة بالطبِع !

هَم مجِرد اطفَال ؛ وهِي كبِيرة .. لذَا يجب أن تجَاريهم أكثر .

كونهَا مختلفة هذَا مميز .. لا بأس بالقبح .. تفضِل أن تكون قبِيحة على أن تصبح مثِلهم .

ضوء الطرق ينعكس ببهوت فِي عِيناها.

انعكاس تقلِيدي ؛ لهذَا تكرهه .

لأنه يذكرهَا .. بُوحدتهَا !

القمِر لِيس سَاطعاً كالشمس .. لِيس أقل وحِدة من الشمِس !

القمِر كاذِب متربع على العِرش ؛ بِينما الشمس مخذُولة أكثِر .

الشمس تظهِر بمظهِر المشرقة اللطِيفة التِي تلذع أعين النَاس لهذَا النَاس يكرهون حرارتها .. لكن يحبون إشراقتها المزيفة !

هِي أكثر بكاءً وبؤساً من القمِر .

القمِر كاذب بِينما يظهر وحدته السخِيفة تِلك ويظهِر بمظهر المثِير لشفقة .. بِينما الجمِيع يحبونه !

هو هكذَا ليحصل علَى الحب أكثِر .

سخِيف أليس كذَلك ؟

أنه لِيس متضرراً .. لم يحَاول أن يبدو أكثر اشراقً ..

كَالشمس .. هذهِ المقارنة تشبههَا ..

:” مدِهش ! انا حزِينة بسبب هؤلاء .. هذَا سخف .. لا أحب أن ابدو كَالبشر ..

يجب أن اكون مبتهجة الان .. لا يهم ! .. الاهم أنني مختلفة بالطبع و افضل منهم ..

انا لا أثرثر بالفرَاغ وهذِي نقطة جِيدة لصَالحِي !” شجعت نفسهَا ..

المَارة كَانوا أكثر خوفاً .. اعتقدوا بأنها مجنونة .. لَكن لا بأس ..

ما المانع بأن تحدث نفسك ؟ هِي لا تملك اصدقاء ..

لذَا هِي صدِيقة نفسها ..

:” عذراً سِيدتِي .. لدِي عقِد ثمِين لَك .. بالسعِر رخِيص لا تقلقِ .. أنه لسِيدات الجمِيلات مثِلك ..

العقِد مختلف عن الأعقد الاخِرى .. لن تندمِ ابداً لشرائه !” بَائع اقترِب منهَا بخفوت ..

:” كم ثمنِه ؟” سألت .

:” عشِرة وون !” قال بابتسامة .

تنهِدت :” هل هُو يستحق ؟” تمتمت .

:” بالطبِع ! يسمى عقِد الامنِيات أمنية وَاحدة تتمنِيها لتتحقق ! ” قال بدفاع وهو يشرح .

 

هذَا سخِف , هل يستحق حتى أن اشتريه ؟ .. فكِرت .

 

:” أنه لِيس سخف حقاً ! امنِية واحِدة فقط تتمنِيها .. لَكن قبل هذَا يجب أن تقبلِ العقِد ..”

قال بحِذر .

قطبت حَاجبها بذعِر . هُو استطاع سمَاع افكارها حتى .

ولتغطِي خجلها قررت أن تشتريه .

:” حسنا سأشتريه ” قالت ذَلك بخفة .

كَانت تدعِك معصمها بقوة .. حسنَاً هِي تبدُو بأشِد حالات الندِم ..

:” لَكن أحذرِ أن تستعمليه بطرِيقة خَاطئة ! ” همس لهَا بذَلك .

 

 

***

 

 

قبِلته بالشغِف طفُولِي ؛ هِي لِيست واثَقة مما تفعِله .

لَكن مالمَانع بالتمنِي ؟

مالمَانع أن تتصرف بطفُولِية ؟ هِي لا تمِلك طفُولة متأخِرة او فقِر طفُولة .

لكنهَا فقِط ترِيد ذَلك .. الامنِيات ~

خلقت لكِي لا تتحقق .. خلقِت لطفُولة .. ولِيست لبالغة ~

لَكن هِي دائمة التمنِي .. أن تكون مثِل الامِيرة يَأتِيها الفَارس من العِدم لِيسعدها .

أو ان تكون مثِل سندرِيلا أميرها الوسيم أعاد حذائها .. لكن جَانغ سُو هِي هِي جشعِة ~

جشعة لحِد الحِرمان .. هِي خسِرت كِل شيء ولم يبقى لهَا سُوى التمنِي .

:” شخص فقِط .. شخصاً ما يؤمن بِي ويؤمن بدَاخلي .. أن لا يسخر من قباحتِي .. ويعلم بأنني جمِيلة فِي الداخل ..

شخص يحبنِي كمَا انا .. لا بأس حتى بجنِي صغِير .. كالحِكايات حقاً لا بأس .. ” تفُوهت بنعومة .

هِي تعلم بالجنون الذِي تفعله .. لَكن لا بأس بالجنون .. لا بأس ~

جمِيعنا يمتلك لحظَاته الجنونية .. أن يكون مجنوناً أفضل من بَائس فقِد رغبته بالحِياة ~

تنهِدت وألقته بعِيداً .. هذَا فحسب جنون ~

:”لأخلد فقِط .. جانغ سوهي كفِي عن الحماقات واخلدِي لـ النوم ~ لدِيك جامعة !” صِرخت بهذَا ثِم رمت نفسهَا على السرير..

رَاسمة ابتسَامة نَاعمة على ثغِرها الكرزِي ..

لم تلاحظ الوهِج البنفسجِي حُولها .

 

 

**

 

وكز . وكز . وكز .

كَان أشبه بالدغدغة . شعرت بالانزعاج .

:” تباً ! حتَى الحشرَات بدأن بصنع الضوضاء حُولِي !” فتحت عِيناها بإنهاك .

رأت مجسِم متقلص ووسيم امامها . شعرت بالذعِر .

واغلقت عيناها مجدداً ~

هِي حتماً لم تصدق ما رأته لذَا هو حلم فقِط .

انتهَى ~