ون شوت || flower

AoC8uEi

دائماً

دائماً علينا الابتعاد عن الجانب المُظلم من الحياة

حيثُ لا يوجد هنآك أصدقاء ، ولا بهجة ، ولا شيءٌ جميل

لا يوجدُ ضوءُ ، ولا دفئ ، ولا حبٌ حقيقي

هنآك .. العالم المظلم فقط ، ولا شيء سوى البرود

..

تفتحُ ذلك الباب بيدها اليُسرى بينما ترتشفُ قهوة الصباح

كانت المرة الأولى منذُ أشهر ، تصطدم فيها أشعة الشمس بِتلك البشرة الشاحبة

أهلُ الحي يدعونها بِالفتاة الشبح ، لأنها تظهرُ قليلاً جداً

تدرسُ ؟ نعم .. وفرّ لها والدها مُدرسين خصوصيين

هو ليسَ بِالرجل العادي ليسمح لابنته الانطوائية أن تدرس مثلَ الأشخاص العاديين

لكن بِالفعل هو لم يدرك .. أن نصف الاهتمام تواجده معها ، وألا يتركها تعيش وحيدة

تلتقطُ جريدة اليوم من الأرض وتعودُ لِمنزلها بينما حبلُ الروب الأسود الذي ترتديه يُجر خلفها

لكن .. وقبلَ أن تُغلق الباب ، لاحظت شيئاً غير مألوفاً بِجانب الباب

زهرة !

لونها أصفر ويُذكرك شكلها بِالنحل

تباع الشمس ، إن كانت تذكُر جيداً ..

أدارت رأسها يميناً وشمالاً .. لكن لا يوجد أحد

أمسكت بأصيص الزهرة بِحذر وأخذتها معها لِلداخل

ورقة صغيرة مُعلقة بهآ

أخذتها وقرأت ما بِداخلها

الحياة مُشرقة أكثر مِما تبدو .. فقط افتحِ النافذة .. فكلآكما يحتاج لضوء الشمس ~

زفرت بِخفة وهي تضعُ الورقةَ جانِباً ، ثُم فتحت النافذة لأول مرة ، ووضعت الزهرة هُناك

كانت فكرةُ أن يكون منزلها مُضاءً غريبة قليلاً

ذهبت لِتستحم ، لكنها توقفت عِند المرآة

بشرة شاحبة ، غُرة وشعرُ أسود طويل

أشبهُ بِشخصيات الانمي !

كانت تتسأل سبب قولِ صاحب الرسالة أنها تحتاج لِضوء الشمس

تجاهلت ذلك الجُزء من الرسالة ، وركزت على الاعتناء بزهرتها

كانت قد بحثت في الإنترنت عن طريقة الاعتناء بها ، ونفذتها بِحرص شديد

أن تجد شيئاً جديداً يتطلب منك الاهتمام .. فكرة جميلة !

اليوم التالي ..

زهرة أُخرى بِاللّون الوردي

هذه المرة قرأت الورقة أولاً

~ الابتسامة أجمل .. حتى نفسك ستُصدق بِذلك ~

هي أيضاً تعرّفت على هذه الزّهرة .. اسمها ديزي

كانت تُحب في طفولتها الأزهار كثيراً

تواجهت مع المرآة مرةً أُخرى .. وابتسمت

كآن شكلُها ألطف مِما توقعت ..

إذن .. ستبتَسم كُل صباح

لِتحب نفسها أكثر ..

صباح آخر .. وقد حملَ معه زهرة أُخرى

الزهرة الفارسية ذاتُ اللّون البنفسجي

~ لا يُمكننا تلوين كُل شيء بِالأبيض والأسود .. العالم أجمل عِندما نستخدمُ الألوان ~

بدآ وكأنه يتحدثُ عن منزلها الكئيب

أو بِالأحرى نفسها

هل كانت غارقة في عالم كئيب لِهذه الدرجة ؟ بدت وكأنها أدركت ذلكَ تواً

هي تُحب هذين اللّونين .. لكن لما لا تُغير ؟

شعرت أن نفسها القديمة تتركها مع هذآ القرار

قررت أن تتسوق اليوم بعدَ عراك نفسي

رغمَ وضوح أوامر والدها ” لا خروج مِن المنزل ” إلا أنها خرجت

كادت أن تتوه عِدة مرأت ، وهي تتفحصُ الخريطة على هاتفها ،لكن وجدت أخيراً متجراً يبيعُ الملابس

اشترت بعضاً مِن الألوان الهادئة .. وأُخرى فاتحة

أعجبها ذاك الشعور

كسجنِ ضيق توسّع قليلاً لِيسمح لكَ بِالتنفس

..

هكذا مرتِ الأيام بِنفس الروتين لِلجميع .. مآ عداها

ذلكَ الأبُ المُنشغل ، عاد أخيراً من سفره

لِيرى أحوال ابنته الوحيدة .. اشتاق لها كثيراً

هو ليسَ بِذلك الأب القاسي

لم يُفضل أمواله على ابنته

إلا أن طُفولته القاسية جعلتهُ يعمل بِكُل جهد ، حتى لا يُصبح مصيرُ أبنائه مثله

ورغمَ كُل ذلكَ الجُهد .. لم تترُك لهُ زوجته المتوفاة سوى طفلةٍ صغيرة ووحيدة

بدآ المنزلُ مُشرقاً أكثر مِما كآن يذكُره

والشيءُ الجديد .. حديقةُ الزهور المتنوعة تِلك

ذات ألوانِ جذابة تجعلُك تُطيل النظرَ إليها

دقّ الباب عِدة مرأت ، لِتستقبلهُ ابنته

مُبتسمة ، لطيفة ومشرقة

بِحضنِ دافئ ، وقليلُ من العتاب لِتأخره

بدت الدهشة على محياه

ما لذي حدث ؟

لا شيء ، اشتقت لك أبي

مرت فترةٌ لم يسمع منها تِلك الكلمة

بدآ سعيداً ، كأن ذلك حركَ شيئاً بِداخله

تِلك الشخصية ، كأنها عادت طِفلته المدلّلة

أبي أُريدُ منك شيئاً ” 

عرضت عليهِ طلبها

لم يوافق بدايةً ، لكن مع بعضِ الترجي كُل شيء قد تم

..

بعدَ يومين

تتقدمُ هي بِخطى ثابتة

لِجسدٍ يحملُ الزي الرمادي الخاص بِالمدرسة

العديدُ من الأعين قد انجذبت لها

اتكأت على إحدى الجدران ، حتى رنّ الجرس

انتظرت قليلاً حتى أصبحَ الممرُ خالياً ، حينها دخلت إحدى الفُصول الثلاثة أمامها

حيّت المُعلم قائِلة

أنا طالبة جديدة

حسناً ، عرّفي بِنفسك ” 

أدارت جسدها نحو الطُلاب ، ثُم رسمت على شفتيها ابتسامتها اللّطيفة والجميلة مُعرفةً بنفسها

لطيفة

علقَ أحدُ الطلاب لِيتلقى بعدها ضربةَ مِن صديقه ذو الخُصل الشقراء

جونغ إن ، ألم أُخبرك ممنوعٍ الضرب ؟ قف بِالخلف

أشار المُعلم بعصاه الطويلة لِآخر الفصل مُرسلاً نظرة شرسة لِلأشقر الذي قام فوراً

ثُم أشار مرة أُخرى بابتسامة ألطف لها أن تجلس مكان جونغ إن

مرّت الحِصص الأولى بِهدوء ، وبدأ الطلاب يتركون مقاعدهم ذاهبين لِمطعمِ المدرسة

جونغ إن ؟

نادته بِصوت مُتسائِل وهي تنقُر كتفه لِيستدير

حِينها تركه صديقه وخرج مع فتى آخر

نعم

أنتَ فتى الزُهور صحيح ؟

تجمد لِلحظات ثُم هز رأسهُ بِالإيجاب

لكن كيف

لديّ كامِيرا في فنائي الخلفيّ ، كُنت أُريد شكرك لكني تراجعت عن الأمر

ابتسمت بِثقة بعدها لِيرتفع حاجبهُ الأيمن ، شُكراً ليست بِهذه الصعوبة

لم يكُن الفتاة التي يعرفها مُتعجرفة هكذا

استدار لِلذهاب وقد تغيّر مزاجه كلياً

سمع ندائها له .. وتجاهل

لم يتناول غدائه رغمَ محاولات صديقه الكثيرة

بدآ وكأنه تضايق مِن شيء آخر

علاقتهما بِهذا الحدِ حقاً ؟

لمَ هو فجأة أصبح هكذا ، ربما كان يتوقع أن يصبحا أصدقاء

أو أن تتذكره ؟ ولا شيء من ذلِك حدث

بِالرغم من ذلِك ، ليس عليه أن يكون متضايقاً لِهذه الدرجة

لأن القاعدة الأولى لاتزان الشعور ، هو عدم توقُع أي شيء

مضى وقتُ الاستراحة ، وعاد الجميعُ إلى فصولِهم

اختفى ضيقُ جونغ إن قليلاً

لكن ، هي لم تكُن موجودة

لم تحضُر باقي الحِصص ، رغمَ أن حقيبتها مازالت راقدة في مقعدها

ومعَ مرور الوقت كآن قلقُ جونغ إن يزداد عليها

أنتهى الجحيمُ المدرسي أخيراً مع صوتِ الجرس ، جمَع أغراضه بِسرعة كي يجد الوقت لِلبحث عنها

وبعدما أخرج تِلك الكُتب التي تقبعُ بِالدُرج ، اكتشف وجود شيءٍ آخر بِها

زهرة ، ورسالة

فتح تِلك الورقة

جونغ إن أنت لم تتغير حقاً ، ما زلت لا تدع الناس يُنهون حديثهم

أردتُ قول شكراً ، بِسبب أزهارك ورسائلك اللّطيفة استطعت استعادة حياتي القديمة

أنا بِالفعل أردتُ شكرك ، لكنك قُلت لي مُنذ خمس سنوات أن الأصدقاء لا يشكرون بعضهُم ، حتى أنك وبختني عِدة مرأت عندما شكرتك

أنت لم تعلم أني تعرفت عليكَ صحيح ؟ رغمَ كوننا أصدقاء منذُ الطفولة

جونغ إن ، لقد أصبحت وسيماً حقاً

مِن الأشياء التي أخبرتني بهآ أيضاً أنهُ ستمرُ فترة في حياتي أشعرُ بِشيء مآ تجاه أحدهم ، وأخبرتني كذلكَ أن أعطيه هذه الزهرة في حال لم أستطع قول ذلك له

قلت أنهُ لن يستحقني إن لم يعرف معناها

حسناً لستُ متأكدة إن كُنت تذكر ولكن إن لم ترد ذلك تظاهر أنك لا تعرفُ معناها ودعنا أصدقاء ~

ضحك بِخفة وهو يرفعُ زهرة التُوليب بين أنامله

سعادة ، نعم هذآ يصفُ مآ شعر بِه الآن

بدأ بِالبحث حتى وجدها في ثاني مكان خطرَ بباله .. السطح

كانت نائمة

جلسَ أمامها بِهدوء وهو يتأمل ملامحها التي تبدو مسالمة عندما تنام كحال الجميع

وضعَ زهرتها بين خصلات شعرها ، حينها استيقظت

وسرعان ما توترت من المسافة القليلة بينهما ، بينما تِلك الابتسامة المُعتادة خاصته قد احتلت وجهه

جونغ إن

كآن بؤبؤ عيناها يرتجفان ويحدقان في تفاصيل وجهه

أما هو ، لم يُتعب نفسه وظل ينظُر لِحركاتها المُتوترة واللّطيفة

وأخيراً بدأ تُدرك أن لا مهرب من عينيه

بدت كأنها تاهت فيهما

لم يقُل أحدٌ منهما شيئاً ، تِلك النظرات تكفي

لكنها كانت تجذب أكثر وأكثر

لِشعور أشبه بِالتلبد ، والرغبة في الاستمرار

هكذا أحاط وجنتيها بين يديه ليتسع بؤبها

” جـ..جونغ إنـ “

لم يدعها تُكمل حديثها

هو فقط سرقَ شفتيها بِقبلة

هذه أيضاً نوعٌ من اللّغات

لذا كآن هذآ هو جوابها

الشيء الغريب أن كلآهُما يؤمن بأن الحُب يجلبُ السعادة ، وإن جلبَ التعاسة فهذآ ليس حُباً ؟!

.. الزهور هي اللّغة المُستخدمة بينهما ..

.. ثُنائي الزهور ..

ملاحظة : زهرة التوليب معناها التصريح بِالحب

الأدمن : مين سو

 

 

5 تعليقات على “ون شوت || flower

  1. ايش كمية اللطافة هذي 💘😭؟ الون شوت من بدايتو لحتى نهايتو كان ولازال الأروع)’: 💞
    فحتى الأسلوب يتعدى حدود المثالية ! ☁😪 -ماشاءالله- كتابتك تجيب الروقان 👌🌸
    يختي إبداع ! كل م عليكِ تسويه هوا انو تستمري وتجلطينا بكتابتك بس 💞😩
    فايتينغ مين سوو أوني ! 😢✨

    إعجاب

  2. اللهي..!
    اوني..؟ اوني ..؟ اوني ..؟
    جلطتينييي..!
    تفجرت مشاعري بحق..!
    والله روووووعه وابدااااع ..!
    كيف كذا تسوي فيني..! تراني طفلة ..!
    قلبي عورني..! حسّيت بـمشاعر الحب تصدقي..!
    اللهي..! ماذا فعلتِ بي..!!!!!!!!!!؟
    فكرة مبتكرة ..! رائعة بحقققققق..! اللهي ..!
    حسّيت كتابتي ولا شيء بـجانبك..! ماشاءالله..!
    رائع..! جمييييل ..! فايتينغ ..! اونيتي الجميلة ..!
    – بصراحة مشاعري تفجرت .. وأحس ان الدمعه بتنزل..!
    – فايتينغ لطــيـفِِــتــي .. ❀!

    إعجاب

  3. كككاي 😍😍😍😍
    جد احب كاي وزاد حبي بسبب ون شوتك♡
    لطافة فيه .
    القصة مبتكرة ولطيفة مرررة ♡
    سردك يخلي الواحد يندمج معك غصب وسردك تحسينه هادي♡
    فايتنغ مينسو انتظر اعمالك الثانية♡

    Liked by 1 person

أضف تعليق